الساعة تــقترب من ( الخامسة والعشرين ) .. بعـد الزمن . كـان
ثمة جـرح ذبيح، وقـلب يـتلوى ، وصــدىً .. لعواء ألم واهن يتسرب . في
( درس العلوم ) .. القديم جداً ، تعلّم أن الصـوت يخـرج من الحنجـرة . حين أخذ يتقصّى خـطوات
صوته ، يذوي .. بعيـداً عن حنجـرته ، أدرك أنـه لا حقـائق مطلقة .. تصمد أمام
الامتحان ، وتبقى قائمة .
معلومة درس العلوم ، التي ظل كل هذه السنوات ، مؤمن
بها .. وربما دافع عنها ، سقـطت أمـام امتحـان التجربة .. أو هكذا بدا له . صوته
الذي كان يختنق ، وذلك الـ ( شيء ) .. القلب ، الذي يشعر به يتلوى ، داخل صدره ،
ويحكم الخناق على صـوته .. ثم يهوي عميقـاً ، ساحباً الصوت إلى أسفل .. ومعه بعض
دمعـات .. أكد له أمرين :
أن الصوت .. بوصفه فضاءً علوياً ، نمتزج به مع (
الآخر ) ، ونمنح فيه مشاعرنا ، خاصية الحركة والحياة ، ليس في كل الأحوال في
الحنجرة .. وأن قانون الجاذبية ، ليس مختصاً فقط بالمحسـوس .
- " ما
أكـــــــثر الذي يسقط أمام التجربة .. مما كـــــان يـنـظر إليه يوماً، عـلى أنــه
( حقيقة ) مطلقة.. تقاوم كل ( الامتحانات ) . حدث نفسه ، وهو ينقّل يده ، بين حلقه
وصدره .. يتحسس صوته ، وقلبه .. الذي يشعر أنه قد غادر صدره " .
يشعر بقلبه
إذ يتلوى .. نازلاً ، أن صوته يزداد ذبولاً .. ويتلاشى . ما العلاقة بين الصوت
والقلب ؟ تساءل .. وهو ما زال ينّقل يده بين صدره وحلقه .
القلب يتلوى ،
ويتدحرج عميقاً .. عميقاً ، ويهوي إلى قاع ، بعيداً .. بعيداً ، آخذاً الصوت معه .
إذاً هو القلب ، وليس الحنجرة ، من كان يملأ الصوت حياة . ثم إذ يهوي القلب ، يأخذ
معه الصوت إلى قرار .. ويأخذ أيضاً ، ( أشيـاء ) كثيرة ، إلى أعماق سحيقة .. سحيقة
، إلى مجهول . تساءل في نفسه :
- " لماذا ربط صوته ، آخر شيء يصله بالعالم
.. بالحياة ، بـــ ( شيء ) يـــتلوى .. يتقلب ، ثم يذهب بعيداً ؟ كيف غاب عن واضعي
درس العلوم ، أن القلب إذْ يهوى إلى الأعمـاق ، يغور الصوت ، وتتوارى كل أشـكال
الحياة ؟ كيف ( يحيـا ) في عالم ، لا يستطيع أن يتواصل معه .. لأنه صدّق نظرية درس
العلوم : الصوت في الحنجرة ..؟ " .
جميلة كانت .. لو صدقت ، معلومة درس
العلوم القديمة : لو أن الصوت في الحنجرة .. قريب من اللسان . حتى إذا ما ثعب جرح ،
وطفق القلب ينحدر مع الـدم نازلاً .. يتلوى ، لا يذهب معه بكل شيء . لكنها ..
معلومة درس العلوم ، سقطت أمام التجربة .. !
لماذا القلب .. دائماً يـــذهب
بكل شيء .. إلى أسفل ؟ لماذا القلب ( يتدخل ) في كل شيء ..؟ كيف مد سيطرته ونفوذه
إلى الصوت ، الذي ليس هو من اختصاصه . لمــاذا .. كما أوهمتنا معلومة درس العلوم
..؟
الحنجرة ، لا تتقلب ، ولا تتلوّى . لها ( حبــال ) ، يسير عليها الصوت
، أقصى ما يمكن أن يحدث لها ، أن تصيبها بحة .. فتضعف .
السير على الحبال ،
ليس آمن دائماً . ما أقـــسى ( السير ) على الحبال ..!
هذا .. كان حديث
النفس : خوف ، قلق ، وتوجس .. وانتـــظار .
أما القــــلب .. فلـــه ( نياط
) تتقطع . منذ متى ، كان شيء إذا انقطع .. يعود ؟
معلومة درس العــلوم
جميلة .. لكن التجربة أسقطتها . كأن قدر الأشياء الجميلة .. أن تصبح قديمة ، ثم
تمتحن فتسقط .. !
قَلّب الأوراق ، فنهضت في وجهه الحروف .. غارقة بحزن ،
وشرقة بدمع . كان ثمة صدى ينتحب .. وأحاديث تقاوم الدمع والحزن :
- أستحق
أحسن من هذا ..!
نظر إلى الساعة .. كانت صفراً . نظر إلى المرآة .. كان ثمة
غشاوة ، وعينان غارقتان .. وقلب إمتلأ بكل (شيء) ..!
للكاتب الدكتور :
محمد الحضيف
*
*
*
!
ثمة جـرح ذبيح، وقـلب يـتلوى ، وصــدىً .. لعواء ألم واهن يتسرب . في
( درس العلوم ) .. القديم جداً ، تعلّم أن الصـوت يخـرج من الحنجـرة . حين أخذ يتقصّى خـطوات
صوته ، يذوي .. بعيـداً عن حنجـرته ، أدرك أنـه لا حقـائق مطلقة .. تصمد أمام
الامتحان ، وتبقى قائمة .
معلومة درس العلوم ، التي ظل كل هذه السنوات ، مؤمن
بها .. وربما دافع عنها ، سقـطت أمـام امتحـان التجربة .. أو هكذا بدا له . صوته
الذي كان يختنق ، وذلك الـ ( شيء ) .. القلب ، الذي يشعر به يتلوى ، داخل صدره ،
ويحكم الخناق على صـوته .. ثم يهوي عميقـاً ، ساحباً الصوت إلى أسفل .. ومعه بعض
دمعـات .. أكد له أمرين :
أن الصوت .. بوصفه فضاءً علوياً ، نمتزج به مع (
الآخر ) ، ونمنح فيه مشاعرنا ، خاصية الحركة والحياة ، ليس في كل الأحوال في
الحنجرة .. وأن قانون الجاذبية ، ليس مختصاً فقط بالمحسـوس .
- " ما
أكـــــــثر الذي يسقط أمام التجربة .. مما كـــــان يـنـظر إليه يوماً، عـلى أنــه
( حقيقة ) مطلقة.. تقاوم كل ( الامتحانات ) . حدث نفسه ، وهو ينقّل يده ، بين حلقه
وصدره .. يتحسس صوته ، وقلبه .. الذي يشعر أنه قد غادر صدره " .
يشعر بقلبه
إذ يتلوى .. نازلاً ، أن صوته يزداد ذبولاً .. ويتلاشى . ما العلاقة بين الصوت
والقلب ؟ تساءل .. وهو ما زال ينّقل يده بين صدره وحلقه .
القلب يتلوى ،
ويتدحرج عميقاً .. عميقاً ، ويهوي إلى قاع ، بعيداً .. بعيداً ، آخذاً الصوت معه .
إذاً هو القلب ، وليس الحنجرة ، من كان يملأ الصوت حياة . ثم إذ يهوي القلب ، يأخذ
معه الصوت إلى قرار .. ويأخذ أيضاً ، ( أشيـاء ) كثيرة ، إلى أعماق سحيقة .. سحيقة
، إلى مجهول . تساءل في نفسه :
- " لماذا ربط صوته ، آخر شيء يصله بالعالم
.. بالحياة ، بـــ ( شيء ) يـــتلوى .. يتقلب ، ثم يذهب بعيداً ؟ كيف غاب عن واضعي
درس العلوم ، أن القلب إذْ يهوى إلى الأعمـاق ، يغور الصوت ، وتتوارى كل أشـكال
الحياة ؟ كيف ( يحيـا ) في عالم ، لا يستطيع أن يتواصل معه .. لأنه صدّق نظرية درس
العلوم : الصوت في الحنجرة ..؟ " .
جميلة كانت .. لو صدقت ، معلومة درس
العلوم القديمة : لو أن الصوت في الحنجرة .. قريب من اللسان . حتى إذا ما ثعب جرح ،
وطفق القلب ينحدر مع الـدم نازلاً .. يتلوى ، لا يذهب معه بكل شيء . لكنها ..
معلومة درس العلوم ، سقطت أمام التجربة .. !
لماذا القلب .. دائماً يـــذهب
بكل شيء .. إلى أسفل ؟ لماذا القلب ( يتدخل ) في كل شيء ..؟ كيف مد سيطرته ونفوذه
إلى الصوت ، الذي ليس هو من اختصاصه . لمــاذا .. كما أوهمتنا معلومة درس العلوم
..؟
الحنجرة ، لا تتقلب ، ولا تتلوّى . لها ( حبــال ) ، يسير عليها الصوت
، أقصى ما يمكن أن يحدث لها ، أن تصيبها بحة .. فتضعف .
السير على الحبال ،
ليس آمن دائماً . ما أقـــسى ( السير ) على الحبال ..!
هذا .. كان حديث
النفس : خوف ، قلق ، وتوجس .. وانتـــظار .
أما القــــلب .. فلـــه ( نياط
) تتقطع . منذ متى ، كان شيء إذا انقطع .. يعود ؟
معلومة درس العــلوم
جميلة .. لكن التجربة أسقطتها . كأن قدر الأشياء الجميلة .. أن تصبح قديمة ، ثم
تمتحن فتسقط .. !
قَلّب الأوراق ، فنهضت في وجهه الحروف .. غارقة بحزن ،
وشرقة بدمع . كان ثمة صدى ينتحب .. وأحاديث تقاوم الدمع والحزن :
- أستحق
أحسن من هذا ..!
نظر إلى الساعة .. كانت صفراً . نظر إلى المرآة .. كان ثمة
غشاوة ، وعينان غارقتان .. وقلب إمتلأ بكل (شيء) ..!
للكاتب الدكتور :
محمد الحضيف
*
*
*
!